
في 30.08.20015 قام إتحاد مؤلف من ناشطين وناشطات متضامنين مع القضية الفلسطينية، يتضمنهم أعضاء مجموعة F.O.R. Palestine، بسد الطريق المؤدية إلى الحفل الذي نظمته السفارة الإسرائيلية في برلين تحت عنوان “حفل شاطيء تل أبيب“، ومنع المشاركين من الدخول.
البيان الرسمي لمجموعة F.O.R. Palestine:
الوجه المبتسم للصهيونية:
المنظمون للإحتفال المسمى ب حفل شاطيء تل أبيب ( وبكل وقاحة و في محاولة تدعو للسخرية و من أجل نفي الصفة السياسية عن الحفل، تم تغيير إسمه في ما بعد ل حفل شاطيء يافا–تل أبيب، مما أكد الواقع الإستعماري لفلسطين) لا ينظرون لانفسهم على أنهم أناس مسيسون.
“مدينتهم تفتخر كونها تضم جوانب مختلفة من مفاهيم الحريات و تشكل ملجأ آمنا من الخطر اليومي المحدق”.(*) هم فقط الطيبون الخالون من العيوب، قدموا إلى برلين ليهربوا من الواقع الإستعماري لفلسطين القائم منذ ما يقارب 68 عاما و اللذي يقض مضاجعهم ويحول دون إستمتاعهم “بشاطئهم الجميل”.
بعضهم، في ما يبدو، على إستعداد تام للتبرع بريع هذه النشاطات لجمعيات حقوقية ليبرالية، والتي بدورها تثابر على إبقاء الوضع المزدري على ما هو عليه. هدفهم هو إفشاء ثقافتهم ونظرتهم الليبرالية لحقوق الانسان و الحريات،بل و يعتبرون أنفسهم، و بكل صلافة، جزء من الحل كونهم يحتفلون في برلين بدل من أن يشاركوا في حرق وقتل الأطفال في الضفة و غزة. و يرفضون رفضاً قاطعاً بالاعتراف أنهم هم أنفسهم أصل البلاء.
تل أبيب الليبرالية المدنية هي بحد ذاتها الوجه الضاحك للصهيونية، تكشف للعالم مبتسمة عن أسنانها البيضاء، بينما تدوس بحذائها رقبة الشعب الفلسطيني. مطاعم وأندية و مقاهي تل أبيب تأوي وبكل فخر ورحابة صدر الطيارون والجنود اللذين تلطخت أيديهم بالدم الفلسطيني, كما وتستضيف الشركات والمؤسسات المستفيدة من الواقع الإستعماري القائم هناك. هناك أيضا الفنانون والفنانات ممن يجعلون العالم يرقص ويغني متنشيا بفنهم, ناسيا أنه في الوقت نفسه تعطى أوامر القتل من غرف العمليات العسكرية الصهيونية القابعة في أنفاق أخفاها خشب مسارحهم.
تل أبيب السياحية، مسيراتها، حفلاتها و عروضها الفخرية،و البورصة ما هي إلا مجوهراتها المتلألئة التي تعرضها إسرائيل للعالم لتصرف نظره عن فظائع ما يرتكبه جيشها من جرائم في حق الشعب الفلسطيني وعن السجينات والسجناء في زنازينها المحتجزين من قبل أجهزة مخابراتها دون محاكمة أو تهم قانونية، وعن نظامها القضائي الذي يشرع التطهير العرقي و سرقة الأراضي. تل أبيب هي قلب الصهيونية النابض. تل أبيب تتيح لمستوطنيها و لزوارها ( يستثني هنا بالطبع اللاجئين الفلسطينيين وسكان الضفة الغربية وغزة) الفرصة للإستمتاع بشواطئها و الإستجمام متناسيين أنهم هم في الأصل الغرباء وهم المحتل الغاشم.
ونحن هنا اليوم لنذكرهم بذلك, و انطلاقاً من اقتناعنا بأن مقاومة الدعاية الصهيونية هي واجب علينا, قررنا التدخل وتنغيص احتفالهم المثير للإزدراء.
هذا النوع من الدعاية المسنودة حكومياً المسماة عبرياً (هزبرا) ما معناه التوعية, لها العديد من الأوجه، أحياناً تقابلنا بشكل جنرال في الجيش أو سياسي محنك ضمن مقابلة تلفزيونية مع ال سي. ن. ن. يبرر جرائم الحرب الصهيونية ببلاغة توراتية وإنجيلية، أو كملياردير أمريكي يسخّر ثروته لمهاجمة جميع أشكال التضامن مع القضية الفلسطينية في إحدى الجامعات, أو كإحتفال ثقافي يروج لليبرالية دولة الكيان و”تعاطفها مع المثليين و التوجهات الجنسية الأخرى المسماة ب وايت واشنغ و بينك واشنغ”.
على خلفية النجاح المتزايد لحملة المقاطعة الدولية (BDS) تتظاهر العديد من الإحتفالات والمهرجانات التي كانت في الماضي تفتخر كونها ممولة من قبل الحكومة الاسرائيلية، بعدم علاقتها بالحكومة وأنها منظمة بشكل مستقل، كي لا تقع تحت طائل حملة المقاطعة الدولية. ولكن القليل من البحث في الإنترنت يكشف ويفضح علاقة منظمي حفل شاطيء تل أبيب بالحكومة الصهيونية أو بالأحرى بالصندوق الوطني اليهودي المسؤول الأول عن التطهير العرقي والتهجير. لهذه الأسباب يجب التصدي لهذا النوع من الدعاية المبطنة حتي و إن بدت ظاهراً أنها لا تقع تحت طائل حملة المقاطعة الدولية.
أن يقام هذا الحفل في وسط منطقة برلينية تعج بالمهاجرين الأجانب، وتقدم فيها الأطعمة الفلسطينية الشعبية على أنها أطعمة شعبية إسرائيلية في مطعم فاخر اسعاره أعلى من القدرة المالية للسكان المحليين ، و تحت عنوان التعددية الثقافية، والذي في الواقع ما هو إلا سبيل للمحافظة والإبقاء على الإمتيازات العنصرية، هي وقاحة وصلافة منعدمة النظير، ولن نتهاود في التصدي لها.
نعم سينعتوننا بأعداء السامية، واليهود منا سيُشتمون بأقذر الشتائم وأنهم كارهوا الذات، ولكن هذا لن يثنينا عن فضح ألاعيبهم وكذبهم و إدعاآتهم المزيفة والكاذبة. وسوف يرى العالم الوجه الحقيقي للصهيونية المبتسمة.
ناشطين متضامنين مع فلسطين, برلين، 15/08/2015
____________________
(*) تم أخذ جميع الإقتباسات من الدعوة الأصلية للحفل على صفحات الفيس بوك, والتي تمت إزالتها حاليا