إنطلاقاً من إيماننا بالحق الفلسطينى وعدل القضية الفلسطينية و ارتكازاً على الدعائم و القيم والمباديء المدونة أدناه،التي ما زالت قيد النمو والتتطور، والتي تجسد قاعدتنا النظرية وتواكبها فعاليتنا ونشاطاتنا، كرسنا أنفسنا وانبرينا لتنمية وتعزيز التضامن مع القضية الفلسطينية في أوروبا و في الشتات.
من أجل العودة و الدولة الواحدة على أرض فلسطين
المشكلة الرئيسية للصهيونية هي إستعمار فلسطين السياسي والاقتصادي الذي بدأ في أوائل القرن العشرين في الشكل الفعلي لنظرية كانت في ذلك الوقت متأصلة في تاريخ التوسع الاستعماري الأوروبي، و بلغ ذروته ما بين 1947 و 1948 عندما هجر قسراً و بقوة السلاح أكثر من مليون فلسطيني/ة. المشكلة ليست محصورة فقط، كما يتصور بعضهم، في الاحتلال العسكري لأراضي 67, ولهذا لا يمكن تحجيم الحل بإنشاء دولة فلسطينية على أراضي 67. مشكلة الصهيونية لا تحل إلا بعودة جميع مهجري 48 و ذراريهم إلى أرضهم التي طردوا منها عنوةً، متمثلة في كامل التراب الفلسطيني.
وجود الكيان الصهيوني وسيطرته الكاملة على هذه الأرض هو في حد ذاته نفي تام للوجود الفلسطيني، ورفض قاطع للعودة الفلسطينية من الشتات ومخيمات اللجوء إلى أرض فلسطين للعيش بكرامة و أمان. العودة الفلسطينية مرتبطة بنهاية الهيمنة الصهيونية. ما نعنيه هو إزالة دولة الكيان الصهيوني أو ما يدعى “دولة إسرائيل” بنظامها العنصري وكافة مؤسساتها وإنشاء دولة فلسطينية ديمقراطية حرة من النهر إلى البحر، يتعايش فيها فلسطينيي الشتات و المهجرين ممن يقطنون المخيمات داخل فلسطين المحتلة واليهود ممن يرفضون الصهيونية، في مجتمع عادل يضمن حقوق افراده. لا يمكن وجود حق العودة دون حل الدولة الواحدة، ولا يمكن التحدث عن حل الدولة الواحدة دون الحق الكامل والغير مشروط لعودة فلسطينيي الشتات.
الصهيونية من منظورها الأوسع
منذ بداية الاستعمار الصهيوني لفلسطين، كانت استراتيجيته هي الجمع بين العدوان العسكري ميدانياً و مناشدة القوى الاستعمارية والامبريالية الكبري على الصعيد السياسي. الانتداب الصهيوني الأول لفلسطين كان منحة من قبل الإمبراطورية البريطانية المحتضرة آن ذاك. رأت الإمبراطورية البريطانية في تلك الخطوة السبيل الوحيد لها للاحتفاظ بسيطرتها على المنطقة سياسيا واقتصادياً و الهيمنة على الموارد هناك دون منازع، وفي نفس الوقت التفرغ لقمع الحركات التحررية الناشطة في المنطقة المحيطة بفلسطين.
مع ضعف بريطانية وتلاشيها التدريجي كقوة استعمارية في جميع أنحاء العالم، توجهت الصهيونية إلى القوة العالمية العظمى المقبلة – الولايات المتحدة-. الكيان الصهيوني هو في الأساس أكبر حاملة طائرات أميركية في المنطقة، والضمان الوحيد بأن الولايات المتحدة لن تفقد قبضتها وسيطرتها هناك. ومن التبعية الطبيعية والمنطقية لهذه الاستراتيجية العدوانية تدور رحى الحرب الغربية ضد المدنيين في العراق و أفغانستان و سوريا. الاحتلال الصهيوني لفلسطين برع في تطوير أشكال و طرق هذا النوع من الحروب على مدى عقود، من خلال تطوير الصناعات والتقنيات والأسلحة العسكرية و توريدها للقوى الغربية بعد اختبارها و إثبات جدارتها وفعاليتها على الشعب الفلسطيني، الذي هو بمثابة حقل تجارب لتلك الوحشية.
تطهير فلسطين من الصهيونية
تحرير فلسطين من السيطرة الصهيونية يعني إنهاء الاستعمار ونزع الصهيونية من فلسطين . و هذه خطوات صعبة وطويلة، مماثلة لتلك التي نعرفها تاريخياً وأدت إلى سقوط أنظمة فاشية و استعمارية على مدى العصور، ولن تتحق ما لم نضعها في إطار نضالي عملي، لانه من السذاجة الاعتقاد بأن الصهاينة سيتخلون طوعا عن امتيازاتهم وسيادتهم على أرض فلسطين. على الرغم من أن الدور الرئيسي في هذه العملية يقع على عاتق المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، فإن اليهود في هذا الكيان يتحملون أيضا مسؤولية مباشرة عن المشاركة الفعالة في هذه المقاومة، و إسقاط هذا النظام العنصري الذي يمدهم بامتيازاتهم.
على الرغم من أن الدور الرئيسي في هذه العملية يقع على عاتق المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، فإن اليهود في هذا الكيان يتحملون أيضا مسؤولية مباشرة عن المشاركة الفعالة في هذه المقاومة، و إسقاط هذا النظام العنصري الذي يمدهم بامتيازاتهم.
هو عمل مجهد ومنهك و ذو طبع دقيق ومضني، يشمل العمل التربوي والهيكلي نحو الامان والاستقرار من خلال القضاء على السيطرة الصهيونية الممنهجة والقوانين العنصرية التي تهدف للحفاظ على الامتيازات اليهودية، والقضاء على كافة المؤسسات التي تساند هذا النظام. و يشمل فعلياً أيضاً التوزيع العادل للموارد والثروة والحكم مع التركيز على الدمج المادي والاجتماعي للعائدين من الشتات و للقابعين تحت الاحتلال ممن عانوا ويلاته و ظلمه .كما ويشمل خطط لتأمين الحقوق المتساوية لجميع أطياف المجتمع الدينية والعرقية. على الرغم من التسليم بأن هذا العمل وهذه الخطوات لن تتحقق إلا بعد إجبار الصهيونية على الإستسلام، إلا أنه هدفنا الذي نُعرِّف به نضالنا ونضال الأجيال القادمة.
الهيمنة الصهيونية في ألمانيا
العمل من أجل القضية الفلسطينية في ألمانيا معقد وصعب. الوضع المميز للصهيونية في ألمانيا، وعلى خلفية الماضي الألماني، يسمح لها بصب جام غضبها على كل الفلسطينيين الناشطين وعلى كل من يتضامن مع القضية الفلسطينية أو تسول له نفسه التساؤل عن شرعية الكيان الصهيوني. السبيل الوحيد للجمهورية الألمانية للتكفير عن ماضيها المظلم، كان في نظرها هو الدعم الغير مشروط والأعمى للحاضر المظلم للصهيونية. هذه النظرة وهذا المنطق تسرب شيأً فشيأً ليستقر داخل المجتمع الألماني و يتحول إلى جزء من هويته. البرجوازية الألمانية والاعلام الألماني وحتي أجزاء لا يستهان بها من القوى اليسارية والقوى المناهضة للفاشية في ألمانيا يتهمون كل من يتضامن مع فلسطين بعدائهم للسامية، لا لشيء سوى أن الناشطات و الناشطين من أجل القضية الفلسطينية يرفعون مرآة الحق في وجوه هؤلاء ويذكرونهم بأن تبعات جرائمهم ما زالت فعالة في أنحاء أخرى من العالم و بمساندتهم ورضاهم غالبية المجتمع الألماني على إقتناع تم أنهم أزلوا عن كاهلهم عبء ماضيهم المرعب، من خلال كسب رضى ضحاياهم بدعمهم بالمال والسلاح واخراس أي صوت دون استثناء ينتقد أعمال الصهاينة أو حتى ينتقد الصهيونية كحركة سياسية. ألمانيا تمنح الصهيونية اليد المطلقة وتدعمها في مجازرها و تطهيرها العرقي في فلسطين. الدعاية الصهيونية ترتكز على تسخير دور الضحية مبتزة بهذا ألمانيا والغرب بأسره، و في نفس الوقت تعادل ما بين الصهيونية واليهود واليهودية، جاعلة منهم عنصراً واحداً لا يتجزأ. كما وتستند أيضا علي إظهار الاحتلال و الظلم في فلسطين على أنه صراع بين القيم الغربية المتحضرة للجنس الأبيض وبين الوحشية والتخلف للجنس اللاأبيض المسلم. و يتم استخدام هذه الدعاية أيضا في سياق العنصرية الممنهجة الألمانية.
إحتكار ألمانيا للحق المطلق في تفسير المعاداة للسامية تجعل من كل انسان مسلم يحمل العداء للصهيونية،والذي (العداء) تكمن جذوره في التاريخ والواقع والعلاقة مع هذه الحركة البغيضة، تلقائياً عدواً لليهودية والسامية بغض النظر عن كل تلك المعطيات. هذا بحد ذاته هو كذب وإفتراء ينطوي على عنصرية و معاداة متأصلة للسامية ترنو إلى ربط كل يهودي ويهودية في العالم بالصهيونية. ونحن نفخر بأن نكون على خط النار الأمامي في مواجهة الصهيونية.
حملة المقاطعة العالمية
الحملة العالمية للمقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات ضد دولة الكيان الصهيوني (BDS) هي الحملة العالمية التي تم إطلاقها من قبل المجتمع المدني الفلسطيني قبل عقد من الزمن. في حين يمكن أن ينظر إلى حملة المقاطعة على أنها استراتيجية ليبرالية تستخدم الاستهلاكية كوسيلة ضغط على الدولة الصهيونية لإجبارها على الانصياع ل“القانون الدولي“، نراها نحن كأقوى وأوضح نداء أتى من فلسطين في وقتنا الحالي، و لهذا فإنها تستحق دعمنا الكامل و الغير مشروط . نحن نعلن تضامننا ووقوفنا الفعال مع فكرة ال BDS و مع الناشطين والناشطات ضمن هذه الحملة في جميع أنحاء العالم. على مدى السنوات العشر الماضية، أثبتت ال– BDS جدارتها مرارا وتكرارا على أنها واحدة من أكثر الوسائل فعالية لممارسة الضغط من الخارج على الكيان الصهيوني و أجبرته على إنفاق المليارات من الدولارات على اجراءات مضادة، كما و سببت له فعليا أضراراً مالية وسياسية جسيمة. بكل تأكيد ليست هذه هي الطريقة الوحيدة الفعالة والمشروعة لمقاومة الكيان الصهيوني، كل سبل المقاومة الفلسطينية وبكل اشكالها وأدواتها مشروعة وتحوز أيضاً على تضامننا الفعال، وال BDS هي إحدى الاساليب السهلة والفعالة لمحاربة الكيان الصهيوني وتتيح لنا القيام بدور فعال لمساندة المقاومين في العمق الفلسطيني.
ضد جميع أشكال الظلم
نحن نرى أنفسنا كمعادين للرأسمالية و ضد جميع أشكال التمييز الممنهج كالعنصرية و الباترياركية و التمييز الجنسي و التمييز ضد المثلية الجنسية و التمييز ضد التحولية الجنسية و الكراهية للمسلمين و معاداة السامية. نضالنا ضد الصهيونية لأجل فلسطين لا يمكن فصله عن النضالات ضد جميع هذه الأشكال المختلفة من الظلم. نحن نرى الصهيونية كمشروع استعماري استيطاني, و لذلك فهو مشروع متجذر في عمق الرأسمالية الحديثة والإمبريالية و العنصرية. إن الخطر المتمثل في الصهيونية على فلسطين مرتبط بعمق بالأخطار الأخرى المتمثلة على العالم بأكمله من أنظمة الظلم و القمع هذه. عندما نناضل ضد الصهيونية, فإننا نرى الصهيونية كجزء أساسي من نظام ظالم و قمعي سخر نفسه لاستغلال و قمع و قتل الشعوب في ما يسمى ب “منطقة الشرق الأوسط و شمال إفريقيا” و حول العالم منذ عقود طويلة.
نحن تأثرنا بعمق, بنداءات النضالات التحررية المختلفة و نداءات الشعوب المظلومة حول العالم و الذين يقفون تضامنا مع النضال الفلسطيني, و نقدم تضامننا العميق مع جميع تلك الشعوب حول العالم التي ترى أن الكفاح ضد الصهيونية هو جزء لا يتجزأ من الكفاح العالمي ضد جميع أشكال الظلم, لأجل مستقبل أفضل.
FOR-Palestine, برلين 2015